منتدى النخل


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى النخل
منتدى النخل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكابوس القاتل

اذهب الى الأسفل

الكابوس القاتل Empty الكابوس القاتل

مُساهمة  X man السبت سبتمبر 18, 2010 8:46 pm




قصة .. الكابوس القاتل .. للكاتب عبد الباري الدخيل


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وعلى آله محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعداؤهم إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ندخل في المهم


أنا حبيت أقدم ليكم هذي القصه وهي للكاتب عبد الباري الدخيل


وأتمنى تعجبكم


وهي من ألحين أقول ليكم 28 جزء والله يقدرني إن شاء الله أنزل ليكم كل يوم جزء



الكابوس القاتل



الجزء الأول


كنت أسير بين جموع كثيرة من الناس كأننا في سوق أو مهرجان، لفت انتباهي رجلٌ مسن لحيته البيضاء تصل إلى منتصف صدره.. يلف عمامة خضراء على رأسه ويرتدي ثوبا لا أعرف ما لونه فهو أبيض يميل إلى الصفرة أو أصفر باهت يميل إلى البياض.. ويشع من جبينه العريض نور يتسرب من بين خصلة شعر بيضاء فلتت من العمامة وتدلت على جبينه.. وقفت خلفه والناس يسألونه ويجيب من كتاب كان قد نشره بين فخذيه وهو يجلس القرفصاء.. يحمل حقيبة قماشيه على كتفه.. استرقت النظرا لى الكتابا لذي يحمله وعندما عجزت عن قراءة أي حرف، سألته


· أيها العم إنني لم استطع قراءة شيء من هذا الكتاب.


· نظر إلي ثم ابتسم وقال أنتم البشر لا تعرفون قراءة إلا ما كتب بلغاتكم.


· قاطعته أتعني أنك لست منا؟


· قال نعم وهو يتشاغل بتقليب الأوراق في الكتاب ثم نعم أنا من الملائكة.


· الملائكة؟ وما هي مهمتك هنا؟


· أنا أزوج الناس، سجلت في هذا الكتاب أسماء الأزواج والزوجات، هل تريد أن تعرف من هي زوجتك؟


· لا.. انا لا افكر في الزواج الآن.. ثم إن لدي من افكر فيها.


· ما هو اسمك وما هو اسمها؟


· أنا يوسف وهي (دعني أختلق له اسما) هي فاطمة.


أخذ يقلب صفحات الكتاب ثم قال


· تقصد فاطمة بنت عمك؟


· حدثت نفسي اقسم بالله أنني لا أعنيها بل انني ذكرت أول اسم خطر على بالي.


· إنها ليست زوجتك فزوجتك من العوامية وتبلغ من العمر الآن الخامسة.


تركته ورائي وذهبت، وأنا اسخر من قوله وأهز رأسي من الجنون الذي هو فيه.. ابتعدت ثم عدت إليه يحملني الفضول لأعرف المستقبل، وأقسمت عليه أن يصدقني القول، نظر إلي ثم فتح الحقيبة التي كان يحملها وسألني


· هل تعلم ما بداخلها؟


· أجبته بسرعة من فرغ صبري لا.


· إن بها خيوطا حريرية أربط بها أرجل كل زوجين، وإذا أردت أن أريك زوجتك تعال معي لتشاهدها.


لم يمهلني حتى أجيب بل أخذ بيدي ومضينا إلى السوق و إذا به يقف أمام بسطة خضار يجلس بجوارها رجل عجوز رسم الزمان على صفحة وجهه آثار تعاقب السنين.. والحروف الباهتة على ثيابه وهيئته تدل على فقر قديم، وبجواره فتاة لا تقل عنه قبحا ودمامة وقذارة.. تعرف من حركاتها أنها لا تسمع ولا تتكلم فأبوها يحادثها بالإشارة.. قال العجوز هذه زوجتك.. حدقت النظر فيها ثم نظرت إليه فلم أجده فلقد اختفى.. ثم نظرت إلى الفتاة بلا رحمة أو شفقة.. وأنا أردد مع نفسي هل هذه ستصبح زوجتي؟ لا.. لا.




الملتقى غذاً مع الجزء الثاني

X man
مدير عام

المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 10/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكابوس القاتل Empty رد: الكابوس القاتل

مُساهمة  X man الإثنين سبتمبر 20, 2010 5:55 pm


الجزء الثاني






استيقظ يوسف من نومه فزعا، جعل يتلفت في أرجاء الغرفة، عندما تيقن أنه كان يحلم اسند رأسه إلى المخده قليلا ثم انتفض فجأة ونظر إلى الساعة وإذا بها السادسة والنصف، قفز عن السرير مسرعا قبل أن يفوته موعد المدرسة.


غسل وجهه وسرح شعره مسرعا، ثم لبس ثوبه على عجل وهو يتوجه إلى السيارة التي قادها مسرعا نحو المدرسة، إما صلاة الصبح فقضاء مع الظهر كالعادة.


في السابعة إلا ربع وصل إلى المدرسة.. أوقف سيارته في الساحة، وتوجه إلى البوابة الغربية المؤدية إلى باب المدرسة الداخلي، هناك وجد أكثر من طالب يقفون خارج الباب الألمونيوم ينتظرون العقاب على تأخرهم، فأستاذ إبراهيم مدير المدرسة لا يحب أن يرى أحدا متأخرا عن طابور الصباح.


يا الله صباح خير.. قالها يوسف وهو يستدير ليعود إلى سيارته، الذهاب إلى البوفيه والفطور احسن من هوشه على الريق مع المدير..


أنا مايشتهيني بدون شي كيف اليوم متأخر ( مكروهه وجايبه بنت).


بعد نصف ساعة تقريبا عاد إلى المدرسة متوجها للباب الشرقي، يتخفى في مشه، وإذا بصوت يناديه يوسف، يوسف، التفتَ وإذا به محسن من أول ج.


يوسف : خير وش فيه طيحت قلبي؟


محسن : ما فيه شي بس بغيت ولاعة.


يفتش يوسف في جيوبه زين ذكرتني، الظاهر اني نسيتها في السيارة، خذ المفتاح وجيبها ليي في الفسحة.


يأخذ محسن المفاتيح ويتجه إلى خارج المدرسة، لكن يوسف يستوقفه تعال انت وش طلعك ألحين؟


محسن : علينا رياضة


- وين استاذكم؟


- ما يا اليوم.


- زين تعال شوف ليي الطريق فيه احد؟


يذهب محسن ثم يعود مسرعا، تعال بسرعه ما فيه احد.. يمشي محسن وخلفه بخطوات يوسف يتلفت فهو يخاف ان يراه المدير، بل يخاف ان تصل الامور إلى جيب ولي أمرك.


دخل وصعد الدرج على أطراف اصابعه لكي لا يثير انتباه احد حتى وصل إلى فصلهم فوجد المدرس يكاد ينهي شرح الدرس.


ذهب إلى دورات المياه لخفي كتبه حتى لا يراها احد فينكشف أمر تأخره، وأنتظر حتى صاحت الصافرة.


وهو عائد إلى فصله التقاه المدرس فسأله وينك يا يوسف؟.


قال كنت في الحمام.. عندي اسهال..


المدرس : اسهال؟ يا يوسف انتبه لنفسك انت الآن في ثالث ثانوي ونهاية السنة قربت ولازمك مجموع ولا عاوز تصيع.


هز يوسف رأسه وهو يترك المدرس ويتجه نحو الصف، جلس على الكرسي ثم أخذ يصف كتبه داخل الدرج، ثم اسند ظهره على الكرسي ليلمع في ذهنه حلم البارحة، جعل يتذكر كل ما حدث بكل تفاصيله، سأل نفسه هل يعقل أن يتحقق هذا الحلم؟


من هذه الفتاة التي رأيتها؟


ضحك بينه وبين نفسه وهو يردد من العوامية عاد؟


أعوذ بالله من هالكابوس..


يا الله صدق انها قبيحة ووسخة لا وغتمه (خرساء).


لم يلتفت لنفسه وهو يتحدث بصوت شبه مسموع إلا المدرس واقف على رأسه يقول له يوسف فيه ايه يبني غتمه يعني ايه؟


ارتبك قليلا غتمه.. غتمه.. لا ما فيه شي استاذ.


@@


انتهى اليوم الدراسي وهذا الكابوس ما زال مسيطرا على كل احاسيسه


ماذا يحدث لو تحقق هذا الحلم؟


هل سأتزوج من غتمه؟


لو هي حليوه كان يمكن واحد يتحمل، يااااااااااااه تقول قرد.


اقعد اعزوبي احسن، ويش فيها العزوبيه؟.


@@


توجه إلى البيت يسوقه الجوع والحر، لكنه توقف أمام ساحة المدرسة الابتدائية عندما رأى أخاه باسم يلعب الكرة، ترجل عن السيارة وصرح في اخيه باسموووووه.


وباسم يتجه نحو أخيه انتبه يوسف إلى ولد ازرق يلعب مع اخيه، جعل يتأمل فيه..


ازرق وشعر سايح منزوف على ورا وفرق في الوسط..


عيون سود واسعة..


نحيف ويتحرك بالكرة كالغزال .


اخرجه باسم من سفره في ربوع اوصاف الازرق نعم!


يوسف ليش ما رحت البيت؟


باسم الحين باروح.


- تعال.. منهو هذا اللي يلعب معاكم؟


- ايهوه؟


- ذاك ابو الفانيلة البرتقالية.


- هذا جهاد ولد المدير.


- وانا أقول شعار النور في تاروت ويش جابه.. وسرح قليلا يفكر، لكن اخرجه ايضا باسم من صمته ويششششششش.


- يالله نمشي، جيب شنطتك ومش ويايي.


- شنطتي وديتها البيت.


- وديتها وطلعت؟ وأبوك ما شافك؟


- لا ما حد شافني، رميت الشنطه في المجلس وحط رجلك.



توجها إلى البيت والأزرق يلاحق تفكير يوسف، يهرب منه فيسقط في الكابوس، يهرب من الكابوس فيجد (جهاد) يتحرك بالكرة مثل الغزال..


دخلا فوجدا أسرتهما -المكونة من أب وأم وأخ وبنت واحدة - تنتظرهما محدقة بالسفرة ومعهم خالهما أبو رضا، يسلمان على الجميع ثم يحيي باسم خاله بتحية خاصة- سلام يا نوخذة سلام يا سبع البحر - كل ذلك ليوافق على إشراكه في رحلة صيد بحرية في طراده.. فهذه أمنية كثيرا ما تمنى أن تتحقق فهو من أجلها يتحمل سخريتهم عليه وقولهم ما تأكل السمك وتبغي تصيده - يشير إليه أبوه بالجلوس فهم ينصتون للمذياع وهو ينقل آخر أخبار الحرب، يجلس باسم ينتظر غذاءه الخاص فهو المدلل عند أمه وكيف لا يكون كذلك وهو آخر العنقود وكونه لا يحب أكل السمك لا يمثل مشكلة عند أمه، تثور ثائرة يوسف الذي يكبره بست سنين على هذا الدلال الزائد فيسكته الأب بنظرة غاضبه، يطلب منه السكوت لكي يستطيع التقاط ما يهرب من هذه الصفارة اللعينة التي تشوش على الأخبار، لا تكف المناوشات بل تستمر بهدوء وخلف الكواليس.


تمتد الأيدي بصمت ومتعة لتلتهم ذلك الهامور الذي أحضره خالهم طازجا من البحر إلى السفرة، وباسم في زاوية من السفرة يفترس فخذ الدجاجة قبل أن تمتد الأيدي إليه.


لم يتمهل الخال ابو رضا حتى الانتهاء من الغذاء بل باغتهم بسؤال


· صحيح هالكلام اللي سمعناه يا بو علي؟


· أي كلام؟. رد الأب


· اسمعت انك بتزوج بنت اختي من واحد من سوريا.


· تدخلت الأم.. مو من سوريا، هذا يدرس في سوريا.


· بس هذا ما يصير.


· ليش. أجاب الأب.


· هذولا اصحاب مشاكل.. كيف تزوج بنت اختي لواحد من الشيرازيين.



وغدا ً سيكون الجزء الثالث بمشيئة الله

X man
مدير عام

المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 10/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكابوس القاتل Empty رد: الكابوس القاتل

مُساهمة  X man الإثنين سبتمبر 27, 2010 4:09 am



الجزء الثالث





لم يتمهل الخال ابو رضا حتى الانتهاء من الغذاء بل باغتهم بسؤال


· صحيح هالكلام اللي سمعناه يا بو علي؟


· أي كلام؟. رد الأب


· اسمعت انك بتزوج بنت اختي من واحد من سوريا.


· تدخلت الأم.. مهوو من سوريا، هذا يدرس في الحوزة في سوريا.


· بس هذا ما يصير.


· ليش. أجاب الأب.


· هذولا اصحاب مشاكل.. كيف تزوج بنت اختي لواحد من الشيرازييين.


· انتفض علي واقفا وهو يصرخ ويش فيهم الشيرازيين؟


· أحسَّ الخال بالخطر فهو يخاف من علي كثيرا وتلعثم في كلامه.


نهضت نرجس والخجل يكسوها من رأسها إلى رجليها، تمشي وتتعثر.


دق قلب أم علي بسرعة وسقط كأس الماء من يدها..


ونظر الأب إلى علي نظرة حادة جعلته يلوذ بالصمت، لحظات ترقب مرت أثقل من الجبال.


ابو علي لولده علي اقعد قعد رسّك.


علي بس ابويي….


يقاطعه انطم، طمك الله في كعَرْها.


لم يجلس علي بل غادر المكان، ولحق به يوسف، وهم مازالوا يسمعون كلام والدهم للخال البنت عندها ابو، وأظن ان حكمها عند ابوها، هذا حكم الشرع والله لا يا بو رضا؟


ابتعدا فغابَ الصوت عنهم.


اغتنم يوسف الفرصة ليقرص أخاه أما أصحاب مشاكل.. هه هه يصدق الخال!.


يغضب علي يوسفوه ترى مانا ناقصنك.


يبتلع يوسف ضحكته، ويدخل الغرفة..


يغلق الباب ليفتح أمامه باب..


كان يا ما كان في قديم الزمان


كنت أتظاهر بأنني نائم، لكي أراقب أخي وهو يخرج من الغرفة أيام كنا ننام في غرفة واحدة.


كان علي يخرج متلطما بغترته، يحمل اوراقا (منشورات) حينا، وحينا آخر رشة صبغ، يلطخ الجدران بعباراتٍ اكثر الأحيان لا نقرأها فقد سبقتنا لها أيدٍ أخرى وخربشتها أو خربشت عليها، وأحيانا وأنا ذاهب إلى المدرسة صباحا أمر على كلمات ليست كالكلمات في جدارٍ ما، فأنفخ صدري وامشي بزهو لأنني أتصور أن أخي هو من كتبها، في الوقت الذي كنت أحسده على جرأته في الخروج ليلا، وأنا كنت أخاف حتى الذهاب إلى الحمام ليلا.


وكنت اسمع القصص الكثيرة، وسمعت بعد أن كبرت قصصا أكثر..


عن مطاردات..


عن بطولات..


عن أحداثٍ بعضها لا يكاد يصدقها العقل.


يقال أن أحدهم حاول الخروج ليوزع (العدره) وهذا اسم اتفق عليه بعضهم، وهو تشبيه بالرز الأبيض مع السكر الذي يرمى ليلة الدخلة - في بعض القرى القطيفية- في طريق الزّفة لتأكله الجن فلا تؤذي العروس أو العريس..


حاول أن يخرج أكثر من مرة لكن أخاه كان مع بعض زملائه يذاكرون في المجلس الذي يمر به باب الخروج، فلو خرج أحس به من في المجلس مباشرة.


هنالك تفتقت في مخه فكرة لم يتأخر في تنفيذها فهو لا بد مقدم على توزيع هذه الأشياء.


يقولون أنه صعد إلى سطح بيتهم وراقب الطريق الخالي من المارة وعندما استكشف أن لا أحد..


ألقى ما بيده وذهب لينام قرير العين.


وفي الصباح كانت الناس تتناقل أن في الفريق وزعت منشورات تكاد تغطي كل بيت، عندها علم أن الريح فعلت فعلتها، وأخذت عنه دور التوزيع، وردد مع نفسٍ يملأها الإيمان {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}.


اسند يوسف رأسه إلى السرير وابتسم وهو يتذكر أيام كان في بيتهم الصنادق، أيام كان ينام في المجلس، لأنه يوم ذاك كان يحب الخلوة مع نفسه، ولا يوجد في بيتهم المكون من ثلاث غرف نوم ومجلس مكان يستطيع الاختلاء مع نفسه غير المجلس، في البداية كان يحمل بطانيته إلى المجلس كل ليلة، ثم استغنى عن ذلك بطريقة سهلة فهو (يطوي) بطانيته ثم يجعلها في الزاوية التي خلف الباب، فتختفي إلى الليل.


ولأن بيتهم موزع بطريقة أن المجلس له باب وحمام و(حوي) خاص، وكان للبيت باب خاص، عندما تدخل منه تجد البركه (البرجه) ودورة المياه على يمينك، ثم الصالة، والغرف تتقسم على نواحيها أثنتان على يمينك، واحدة للوالد والوالدة، والأخرى لنرجس والجدة رحمها الله، والثالثة يسكن فيها علي وكان يوسف ينام معه إلى حين قرر الفرار من شخيره، وأحلامه التي تدوي في الغرفة، وألطفها إذا حلم أنه يلعب كرة، يستيقظ يوسف فيجد أخاه عليا يتحرك كمن يلعب الكرة فعلا.


كانت الشفرة بينه وبين أمه للإستيقاظ للصلاة أن تطرق على الخشب القريب من رأسه بدل أن تستدير حتى تصل إلى الباب، وتعودت أمه أن تسمعه يطرق على نفس المكان ليخبرها أنه استيقظ، أحيانا يقوم يذكر الله، وأحيانا أكثر كان يعود للنوم، وأمه تعامله على الثقة، لذلك تجده في الصباح يتخفى وهو يصلي صلاة الصبح قضاءا، كان يخاف من توبيخ أمه كثيرا، يتذكر أنها كانت تقول له إذا رأته يصلي متأخرا


ازرع إبْها بصل..


أو


روح غسل ادونك عن بولة ابليس، الواحد إذا ما قام صلى الصبح في وقتها يبول ابليس في ادونه.


أو


أني أقووووول وجهك اسود من وييييش؟، إلا هو من صلاتك القضا.


وفي ذلك اليوم..


وكالعادة..


طُرق عليه الخشب..


وطَرق هو أيضا الخشب..


لكن لم ينقطع الطرق..


وعندما نظر إلى الساعة وجد أنها سابقة لموعد أذان الفجر..


وسمع أصواتا ليس من بينها صوت أمه.





الجزء الرابع غدا



انتظروني

lol! affraid lol!


X man
مدير عام

المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 10/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكابوس القاتل Empty رد: الكابوس القاتل

مُساهمة  X man الإثنين سبتمبر 27, 2010 4:20 am


الجزء الرابع







وفي ذلك اليوم..



وكالعادة..



طُرق عليه الخشب..



وطَرق هو أيضا الخشب..



لكن لم ينقطع الطرق..



وعندما نظر إلى الساعة وجد أنها سابقة لموعد أذان الفجر..



وسمع أصواتا ليس من بينها صوت أمه.



كان الصوت قادما من جهة الباب وليس من جهة السدرة كالعادة.



سمع صوتا غير مألوفٍ يقول له افتح الباب.



قام مرتبكا وفتح الباب فوجد رجالا لا يعرفهم، يلبسون (غتَرْ حمْر) معهم أبوه، وأخوه عليٌ يقف مقيد اليدين، دفعه أحدهم ودخل إلى الغرفة، لم يكن في الغرفة ما يدعوهم للتأخر فيها، نظرة فقط من الزاوية إلى الزاوية تكفي لكشف كل ما في الغرفة.



مجموعة من الفرش (دواشق) تعلوها بعض الوسادات (مساند) وطاولة في زاوية عليها مزهرية فيها بعض الورد الصناعي، وبعض الصور، صورة كبيرة نسبيا للمرجع الذي يقلده ابوعلي - بل الكثير من أفراد العائلة - آية الله العظمى السيد مرتضى حفظه الله تتوسط صورتان أصغر منها قليلا صورة للوالد وصورة ليوسف وباسم، ولعلها نفس صور الجواز.



تركوا المكان وخرجوا، وأبي يسأل ولا مجيب..



أمي تسترحم ولا راحم..



يقعدها ثقل المصاب..



تبكي..



تبكي..



تصرخ



(يا صاحب الزمان ادركنا)



(يا حجة الله احضر لينا)



(لقد أخذوا عليا ملببا..)



@@



خرج علي من الباب..



فخرج معه الفرح..



خرجت معه الدموع من العيون ولم تتوقف..



خرجت البسمات والضحكات..



تحول البيت إلى مأتم مستمر.



وما زاد الحزن حزنا..



وزاد المرارة مرارةً..



هو وفاة جدتي بعد ذلك اليوم بعشرة أيام.



لبست أمي الأسود سنة وأشهر..



خيمت الكآبة على البيت..



لم يعد أبي يخرج إلى السوق إلا لقضاء الحاجات الضرورية..



حتى اللعب مع باسم لم يعد له طعم..



حتى التلفزيون.. و(الكراتين) فقدت طعمها..



صار كل شيء يحمل طعم المرارة.



ذهب أبي أكثر من مرة إلى أكثر من مكان يسأل أين ولدي علي؟ فيأتيه الجواب لا نعرف أحدا بهذا الاسم.



حفيت قدماه وهو يبحث ويسأل لكن دون جدوى.



أخذوه إلى حيث لا نعلم أين؟



أخفوه في زنزانة انفرادية أكثر من ستة أشهر..



عذّبوه بشتى أنواع التعذيب.. ضربوه على رأسه..



سهّروه الليالي الطوال..



أوقفوه في شمس الصيف عاريا..



سكبوا عليه الماء البارد في ليلةٍ باردة فكاد أن يقف قلبه..



أوقفوه والقيد في يده إلى السقف حتى إذا تعب من الوقوف وارتخت رجلاه آلم القيد يده..



وقد أثرتْ هذه الطريقة على يده اليسرى إلى بعد خروجه بسنوات..



كانت يده ترتجف ويسقط منها ما يحمل دون أن يحس..



كأنها ليست يده.



مضى على سجن علي سنة وأشهر لاقى فيها أصناف وجبات التعذيب الجسدي والنفسي، شتمٌ له ولمبادئه ولقياداته، عرضُ بعض المعتقلين عليه وهم في حالة مزرية، عرضه على آخرين والدماء تنزف من كل جانب، التهديد بهتك العرض، والتهديد بالقتل أحيانا.



مضى على سجن علي سنة وأشهر لاقى فيها ما لاقى، ونحن قاسينا فيها أيضا اصناف العذاب.



استدعي أبي أكثر من مرة للتحقيق معه عن علي وزملاء علي..



فتش بيتنا أكثر من مرة..



كادت أمي في إحدى المرات أن تضرب ضابطا بـ (القدو) فقد ازتفزها بأسئلته الحقيرة.



بعد أكثر من ثمانية أشهر وبعد محاولات من أبي وطرق كل باب يمكن طرقه..



وبعد أن تحركت منظمة الجزيرة العربية سياسيا وإعلاميا..



وكتبت عن حالته وحالت زملاءه..



زاره أبي وأمي فقط، سُمح لهم بزيارته مرة كل شهر، وكان مطلع كل شهر موعدنا مع مأتم جديد، تذهب أمي يحذوها الشوق لرؤية جنينها، لكنها تعود بالبكاء والحزن على حالته، وبسبب ما يسمعهم من أخبار.



تعود إلى البيت لكن رجليها لا تساعداها على أن تكمل المشي إلى الداخل حتى تصل إلى الصالة..



كانت تجلس بعد الدخول من الباب الخارجي على تكة البركه لتكمل ما بدأته من بكاء وعويل..



يا غناتي ياعلي..



يا بعد جبدي ياعلي..



يا غناتي ياعلي..



( وهي تشير إلى نرجس) يقول ليي أماه ادعي ليي.. متى أني نسيته من الدعا.



يقول ما يخلونا إنّامْ أماه، متى أني عرفت انام يا غناتي من يوم اخدوك عني.



وهكذا مطلع كل شهر.



وتمضي الأيام أثقل من الجبال..



ويتصل مجهول بالبيت يخبر أبي تعال خذ ولدك علي، وجيب معاك له اثياب.



يطير أبي إلى السجن، وتطير أمي من الفرحة، وأقفز مرسولا إلى خالي لكي أخبره عن أمي أن أخي سيصل اليوم.



تخلع أمي الأسود، وتبخر البيت..



ويجتمع الأهل في انتظار علي، الذي تأخر قليلا، قال أبي إنها بسبب الإجراءات.



أقترح خالي أن لا نجلس في البيت فمجلسنا صغير، لذا قرر أن تكون الجلسة في مسجد الشيخ رضي الصفار.



قال لي إذا جا أبوك وياه علي قول له احنا انحارسهم في المسجد.



انتظرت عليا وأبي عند الباب، أمي توصيني أن تراه أولا قبل أن يذهب إلى المسجد، أختي تؤكد على طلب أمي.



تقف سيارة أمام الباب..



ينزل منها أبي ومعه شاب لم ألتق به من قبل.



شاب له لحية كثيفة، وابتسامة تمتزج فيها الفرحة بالمرارة.



عندما رآني واقفا مذهولا صاح بي بصوت لم يغير في نبرته التعذيب شيء يوسف، عرفت الصوت، هذا صوت علي، صحت علييييي وذهبت لأعانقه، أمي كانت خلف الباب، ما أن سمعت صرختي حتى خرجت مهرولة لتعانق جنينها العائد..



خرجت تهرول خوف أن يذهب عنها مرة أخرى..



قبضت عليه معانقة له بكل قوتها..



سقطت عباءتها ولم تحس بها..



أخذ أبي العباءة ووضعها على رأسها وسحبهما معا فهي لا تريد أن تتركه وكأنها تخاف أن يؤخذ منها مرة أخرى..



دخلا البيت، لم تفلح نرجس أن تأخذ دورها في معانقة أخيها، فقبلت رأسه وعانقته مع أمها.



اما باسم فقد وقف مذهولا يراقب فقط، (ما يدري وين الله حاطه)



قلت لأبي خالي والجماعة قاعدين في المسجد يحارسوك.



لم أكمل كلامي وإذا بخالي يدخل علينا، ليأخذ عليا ويعانقه ويستحمد بالسلامة لأمي وأبي، ثم يطلب من أمي أن تسمح لنا بالذهاب إلى المسجد، توافق ولكن من وراء قلبها – كما يقولن – .



يستأذنهم علي أن يسبح ويبدل ثيابه ويرتب هيئته.



خرج علي من الباب وقلبها وعينها معه، وهي توصيه، يا ولدي لا تتأخر عليي، صل ركعتين شكر يا ولدي.



تحولت الديرة إلى حركة دائبة الكل يشارك في الفرحة فهي فرحة الجميع.



جاء بعض الأقارب والأصدقاء بكراتين ا لعصير، ليملؤا بها (فريزر) المسجد، و(أغراش الماي) ورد.



وقف أخي بعد أبي يستقبل المهنئين، ينقصه البشت ليكون معرسا.



أعلن أبن عمتي السيد سعيد أن الغدا يوم الخميس القادم يعني بعد بكرة، في حسينية بن جمعة والدعوة عامة والحاضر يعلم الغايب.



أحسست أن أبي امتعض بعد هذا الإعلان، وكذلك أحس خالي، فبادره بالسؤال ابوعلي!!.. ويش فيك؟



قال أبي غدا لأهل تاروت يبغي له مصرف.



قال خالي لا تحمل هم، الولد ولدنا واحنا نبغي نفرح به، لا يدخل في قلبك هم في مثل هاليوم.



وبالفعل جاء الخميس وكان الغذاء العرمرمي، وحضر القاصي والداني.



لكن..



لكن يا فرحة ما تمت..








انتظروا الجزء الخامس


lol! affraid lol!


X man
مدير عام

المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 10/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى